الأهواز – مقال / لطالما كانت فكرة إنشاء تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي فكرة غير ناضجة وفشلت في السنوات الأخيرة لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية وجيوسياسية.

ومن المقررأن يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن للمرة الأولى، الشرق الأوسط بما في ذلك فلسطين المحتلة والمملكة العربية السعودية، حيث يتكهن البعض بأن محادثاته ستتركز على تشكيل حلف “الناتو” شرق أوسطي على غرار حلف شمال الأطلسي وحتى الملك الأردني عبد الله الثاني أعلن عن دعمه لتشکیله.

وكان الملك الأردني قد قال إنّه سيدعم تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي، على أن “يتم ذلك مع الدول التي لديها نفس التفكيرو هذا الموقف يأتي بعد أيام قليلة من إعلان تل أبيب عن تحالف للدفاع الجوي المشترك في الشرق الأوسط في مواجهة إيران.

وفي العقود الأخيرة ، سعت دول غرب آسيا مرارًا وتكرارًا إلى توفير الأرضية للتعاون والتفاعل الإقليمي في شكل تحالفات شاملة لمواجهة التهديدات المشتركة.

وتم تشکیل التحالفات کالناتو الإسلامي لمواجهة تأثير الأفكار الماركسية في المنطقة ومجلس التعاون لدول الخليج الفارسي بهدف ضمان الأمن الجماعي للخليج الفارسي، لكن لم يتمكن أي منهم من التحرك في الاتجاه الصحيح نحو الأهداف المحددة.

لكن فكرة تشكيل حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط تعود إلى فكرة تشکیل “الناتو العربي” عام  2017 حیث دعا العاهل السعودي الملك سلمان خلال زيارة الرئيس الامریکي السابق دونالد ترامب الى السعودية، قادة 15 دولة عربية، بالإضافة إلى تركيا وباكستان لحضور قمة “عربية أمريكية” لتشكيل تحالف إقليمي جديد.

کما لا يعد الناتو العربي فكرة وليدة اليوم بحال، فمنذ اندلاع ثورات الربيع العربي وإلى اليوم، لم تبارح فكرة إنشاء هيكل أمني إقليمي لمواجهة التهديدات الأمنية التي تواجه الدول والأنظمة الحاكمة عقول القادة العرب من المحيط إلى الخليج الفارسي، مع اختلافات بينهم حول شكل القوة المقترحة ووظائفها وأهدافها وطريقة عملها وهيكل قيادتها، خلافات جعلت أحلام “الناتو العربي” أسيرة دائما لمربعات الأفكار والدعوات والأماني ولم تفارقها أبدا إلى خانات الخطط الفعلية، وهي اختلافات ليست جديدة بحال، لكن جذورها تعود إلى العهود الأولى لاستقلال بلاد العرب، حين فشلت الدول العربية حديثة العهد في الوصول لإطار للأمن الجماعي بسبب الخلافات المبكرة داخل جامعة الدول العربية منذ الأشهر الأولى لتأسيسها.

وأتت هذه المساعي فيما تواجه منطقة الشرق الاوسط دوما الازمات بسبب الخلافات التي تعاني منها دول هذه المنطقة حيث تواجه هذه الدول ازمات متشابكة بسبب فرض التطبيع بين الدول العربية و الكيان الصهيوني وسط عدم حسم القضية الفلسطينية.

واشار الخبراء الى عشرة اسباب جيوسياسية تعرقلت تشكيل حلف عسكري بين العديد من دول المنقطة وهي:

الموقع الجغرافي لمنطقة الخليج الفارسي وشمال افريقيا، وتفاقم المشاكل البيئية وتراجع المصادر، وزيادة المنافسة العسكرية والمسلحة، وتدخل قوى من خارج المنطقة، واستمرار انشطة الجماعات الارهابية، وامتلاك مصادر النفط، وتشابك الهويات، وانعدام سيادة الشعب، وغياب الحكومات المستقلة، وانتهاج السياسة الخارجية القائمة على المواجهة وغياب الاسباب التي تسهم في التوصل الى الاتفاق في داخل هذه الدول.
في الحقيقة تشكيل اي حلف في منطقة الشرق الاوسط يتوقف على العديد من الاسباب وتواجه مختلف المتغيرات ومثل هذه الائتلافات في حال تشكيلها ستتحول الى معادلة امنية معقدة بدلا ان تكون حلا للتحديات والمشاكل الامنية.

بدون دیدگاه

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *