الأهواز – مقال / تزايدت في الآونة الأخيرة الاغتيالات واعمال التخريب والهجمات التقنية والسايبيرية ضد البرنامج النووي الايراني ومنشآت عسكرية وامنية ومدنية في داخل ايران بالاضافة الى حرب اعلامية ونفسية ، ما يطرح تساؤلا حول أسبابها وأهدافها ونتائجها.

الهجمات والعمليات الامنية والاستخبارية والسايبيرية هذه يلوح الكيان الصهيوني بأنه يقف وراء معظمها، كما كشفت اجهزة الامن الايرانية وقوف دول اوروبية واميركا ايضا خلف بعض منها مثل الاعداد لثورات مخملية، وقد اعتقل الامن الايراني بعض الاوروبيين الضالعين فيها.

تقول صحيفة هاآرتس الصهيونية في مقال لها مؤخرا “إذا كان الهدف كبح البرنامج النووي الايراني، يمكن التأكيد أنّ هذا البرنامج لا يستند إلى خبيرٍ واحد أو مجموعة خبراء، حتى لو كانوا من العباقرة النوويين”.

يدرك الصهاينة والغربيون بعد قيامهم بالموجة الاولى من الاغتيالات النووية بأن ايران وعلى عكس الدول الاخرى قامت ببناء مشروعها النووي و بناء قوتها العلمية والعسكرية والامنية والاجتماعية في عقول وأذهان ابنائها قبل بنائها في منشآت ومواقع ومصانع.

فليراجع كل مهتم بهذا الشأن عدد الجامعات التي انشأت بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران وعدد المتخرجين منها ونسبة الشباب المتعلمين في ايران بالمجتمع، لكي يقف على حجم وحقيقة النهضة الايرانية الشاملة في كافة المجالات الداخلية والخارجية ايضا.

من يريد التكلم عن ايران في هذه الايام يتكلم عن قوة فاعلة تمتد من عمق آسيا الوسطى الى الحدود الافريقية لأن ايران لم تنهض شعبها فقط، بل أنهضت مقدرات شعوب حولت معها هذه المنطقة الى مستنقع كبير للأعداء الصهاينة والغربيون والرجعيون، فكيفما حركوا يدهم في فلسطين غرقوا أكثر، وكلما تحركوا باتجاه لبنان غطسوا اكثر، وفي العراق ينزلون نحو الأسفل اكثر، وفي اليمن يغوصون في الوحل أكثر، وفي ايران لا يتجرأون على التحرك اصلا ضدها لأن الايرانيين يتحينون الفرصة أصلا ليذيقوا الأعداء بأسهم.

ربما يتخيّل الأعداء ان الاغتيالات والحرب المخابراتية ستنجح في ضرب مفاصل القوة الايرانية لكن لو قرأ هؤلاء التاريخ لعلموا بأنهم يعيدون التجربة، ففي بدايات انتصار الثورة الاسلامية في ايران استشهد 17000 شخص في ايران في حرب اغتيالات شعواء شنها الاعداء والمناوئين للثورة بينهم كبار الأدمغة والمنظّرين والمسؤولين من الرعيل الأول والصف الأمامي وكان الهدف ان يجعلوا قيادة الثورة آنذاك دون انصار ومعاونين ظنا منهم بأن مفجر الثورة الاسلامية الامام آية الله الخميني طاب ثراه سيصبح وحيدا وسيفقد السيطرة على زمام الامور وسيتمكن الأعداء من الانقضاض على الثورة مع شن حرب عسكرية خارجية تولاها نظام صدام العميل في العراق، لكن الامام الخميني طاب ثراه قال مقولته الخالدة (( أقتلونا فان شعبنا سيصحو أكثر فأكثر)).

وازداد الشعب وعيا وثقافة وعلما وقوة منذ ذلك الحين وحتى اليوم وما سعي الاعداء لتكرار المكرّر سوى لعلمهم باستحالة المواجهة العسكرية مع ايران التي أصبحت بفعل التنمية الثورية الشاملة من القوة بمكان، تقصف فيه قاعدة الاميركيين في عين الاسد وتطلبهم للمبارزة وهم يتحاشون الدخول في الحرب معها، وفضلوا الرحيل عن المنطقة رغم محاولات الصهاينة لجرهم اليها من جديد.

الحرب المخابراتية المتصاعدة ضد ايران والتي تأتي بسبب العجز عن خوض حرب عسكرية سيخسرها الاعداء أيضا، حيث يشير القائد السابق لقوات حرس الثورة الاسلامية اللواء محمد على جعفري بأن “الضربات الموجعة التي يتكبدها الكيان الصهيوني من جبهة المقاومة بينها إيران قد تضاعفت وبعضها لاتزال مستمرة، ضربات تلحق بهم في المنطقة وفي مختلف البلدان، ضربات وجهتها لهم المقاومة الإسلامية في المنطقة وفي مختلف البلدان وحتى داخل الأراضي المحتلة”.

سوف لن تكون للاعداء اليد العليا في الحرب المخابراتية مهما فعلوا، لقد فات الصهاينة وأعداء ايران القطار، والاستفاقة أتت متأخرة.

بدون دیدگاه

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *