الأهواز – مقال / عاقبت إيران اليونان باحتجاز سفينتين منها، ردا على احتجاز الأخيرة بالتنسيق مع واشنطن ناقلة نفط ترفع العلم الإيراني وإعلانها عزمها تسليم حمولة الناقلة الإيرانية إلى الجانب الأمريكي.

 

وكانت الإدارة الأمريكية تعرف جيدا أن طهران سترد بقوة على هذه القرصنة البحرية كما ردّت من قبلُ باحتجاز ناقلة النفط البريطانية ستينا إمبيرو عقابا للندن على توقيفها ناقلة النفط الإيرانية غريس-1.
ثمة من يرى أن احتجاز أثينا للسفينة الإيرانية بأوامر أمريكية يعني عودة أمريكا عمليا إلى سياسة الضغوط القصوى من خلال تحريض دول أخرى على اتخاذ مواقف ضد الجمهورية الإسلامية كإيقاف ناقلاتها النفطية بهدف إحراجها.
وبات جلياً أن توقيف السفينة الإيرانية أظهر يأس البيت الأبيض من عودة طهران إلى الاتفاق النووي إلا في حال تنفيذ جميع شروطها ومطالبها، فقد اتخذ القادة الإيرانيون قرارهم بعدم تقديم أي تنازل على طاولة مفاوضات فيينا لأسباب عديدة منها أن إيران وبحسب مصادر في وزارة النفط تصدر حالياً ما يزيد على مليون وثمانمئة ألف برميل من النفط يومياً وسط زيادة في الطلب بسبب أزمة الطاقة العالمية فلا حاجة للتنازل نوويا إذا لم تكن المكاسب كبيرة.
لاشك في أن استمرار الولايات المتحدة بالضغط على دول ضعيفة للاستيلاء على ناقلات النفط الإيرانية، سيتسبب في ارتفاع أسعار النفط عالميا ويرفع أسعار الوقود في أمريكا أيضا مما سيجبر صناع القرار فيها لمراجعة حساباتهم تجاه هذه السياسات والإتعاظ بتجربة سلفهم دونالد ترامب.
كما أن حاجة الأوروبيين إلى الطاقة في ظل غياب الحل للحرب الدائرة في أوكرانيا سترغمهم على مطالبة واشنطن بالكف عن سياسة الضغوط القصوى ضد إيران التي وضعت معادلة سياسية جديدة في تعاملها مع الآخرين على الساحة الدولية، وهي الناقلة بناقلتين.

بدون دیدگاه

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *