الأهواز – مقال / منذ 20 عاما والكيان الاسرائيلي ومن ورائه امريكا والغرب، يتهمون ايران بانها تسعى وراء السلاح النووي، لمجرد امتلاكها برنامجا نوويا سلميا للطاقة الذرية، وعندما ارادت ايران ان تضع حدا لهذه الاتهامات، دخلت مع القوى الست الكبرى في مفاوضات انتهت بالتوقيع على الاتفاق النووي عام 2015، ووافقت ايران على فرض قيود على برنامجها النووي في مقابل رفع الحظر الاميركي عنها، ولكن لم يأت عام 2018 حتى انسحبت امريكا من الاتفاق، وفرضت حظرا أشد على ايران، ونفذت اوروبا اجراءات هذا الحظر بحذافيرها.
رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، كان قد شكر ترامب حينها على انه عمل بنصيحته بالانسحاب من الاتفاق النووي، الذي كانت ايران تستخدمه، حسب نتنياهو، كغطاء لتطوير برنامجها النووي، والغريب ان هذ الكيان ومنذ انسحاب امريكا من الاتفاق النووي، إرتفع نهيقه اكثر، فلا يمر يوم الا ويطلق التهديدات بالهجوم على ايران، لانها تقوم بتطوير نشاطها النووي في ظل عدم وجود اتفاق نووي!!.
بعد رحيل ترامب جاء جو بايدن، الذي كان نائبا للرئيس الامريكي باراك اوباما عندما وقعت امريكا على الاتفاق النووي، والذي طالما انتقد خلال حملاته الانتخابية قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، وشدد اكثر من مرة على انه سيعود للاتفاق في حال فوزه بالانتخابات. ايران في المقابل ومن اجل بناء الثقة، قررت الدخول في مفاوضات مع القوى الخمس الكبرى، لرفع الحظر الظالم المفروض عليها والذي طال الغذاء والدواء.
ومنذ عام 2015، وحتى عام 2018، ورغم انسحاب امريكا من الاتفاق، وعدم التزام اوروبا بتعهداتها، أبقت ايران على تعاونها الشامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو تعاون جاء في اطار اتفاقية الضمانات مع الوكالة الدولية، وكذلك في اطار البروتوكول الاضافي الذي يسمح القيام بإجراء عمليات تفتيش مفاجئة على المنشآت النووية الايرانية، حيث صدر عن الوكالة 14 تقريرا اكدت جميعا التزام ايران بالاتفاق النووي ومن جانب واحد فقط.
اليوم وبعد كل هذا التعاون من جانب ايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يخرج علينا المدير العام للوكالة رافائيل غروسي بتقرير امام مجلس حكام الوكالة، يذكر معلومات مزيفة عن ايران زودته بها “إسرائيل” التي زارها قبل يومين من تقديم تقريره، وهو ما اعترف به بيني غانتس، وفي المقابل تجاهل غروسي بالكامل التعاون الايراني مع وكالته، الامر شجع امريكا والثلاثي الاوروبي، فرنس وبريطنيا والمانيا، على تقديم مسودة قرار يدعو ايران الى التعاون مع الوكلة الدولية للطاقة الذرية.
امام هذه الحالة الشاذة قررت ايران اتخاذ اجراءات ردا على الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتقاريرها المسيسة، وبدأت اليوم بتقليص جزء من تعاونها الذي لم يكن ضمن الضمانات ولم يكن جزءاً من التزاماتها، وكان قائما على إبداء حسن النية من جانبها، مثل تسجيل بعض الأنشطة بكاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وصدرت أوامر بوقف عمليات التسجيل لهذه الكاميرات الإضافية ومنها إيقاف أجهزة قياس التدفق أو فلوميتر.
هذا الاجراء هو اول سطر في الرسالة الايرانية الى عرابي غروسي، وان الاسطر الاخرى ستُكتب بحروف اكبر، في حال مررت امريكا وفرنسا والمانيا وبريطانيا، قرارهم ضد ايران في مجلس حكام الوكالة، فمن غير المنطقي ان تبقى ايران تتعاون مع الوكالة الدولية، فيما الوكالة تتخذ قرارتها ليس على ضوء هذا التعاون بل على ضوء معلومات بينيت، وهو اكد ما هو مؤكد، من ان خلاف الغرب مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، ليس على برنامجها النووي السلمي، بل مع نظام الجمهورية الاسلامية ونموذجها السياسي.
بدون دیدگاه