الأهواز – مقال / “ممتازة”، هي أدق عبارة يمكن ان توصّف العلاقة التي تربط ايران بسلطنة عمان، التي يزورها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم، تلبية لدعوة رسمية من سلطان عمان هيثم بن طارق، واللافت في هذه العلاقة انها لم تتأثر بسلبيات العامل الخارجي وضغوطه المستمرة على دول المنطقة لتحقيق مصالحه التي تتناقض كليا، مع مصالح دول وشعوب المنطقة، بفضل وجود قيادتين حكيمتين في البلدين، تحترمان سيادتهما، وتتمتعان بإرادة مستقلة، وتتخذان قراراتهما وفقا لمصالح شعبيهما.

العلاقات الاخوية والتاريخية والاقتصادية والسياسية والاستراتيجية التي تربط سلطنة عمان بإيران، تكشف في جانب منها عن زيف حملة التضليل، التي تقف وراءها امريكا والكيان الاسرائيلي، لشيطنة ايران، وتسويقها على انها تمثل تهديدا لدول الجوار، وخاصة الدول العربية في الخليج الفارسي، في مقابل تسويق “إسرائيل” على انها ليس ككيان طبيعي يمكن اقامة علاقات معه، بل التعامل معه كحليف استراتيجي، ضد “التهديد” الذي تمثله ايران، وهذه الحملة الظالمة، يبدو انها أثرت في بعض الانظمة العربية في الخليج الفارسي، والتي انخرطت في اتفاقيات تطبيع مع عدو العرب والمسلمين، والغرق في مخططات ومؤامرات “إسرائيل”.

لو كانت ايران تمثل تهديدا لجيرانها كما تزعم “إسرائيل” وامريكا، فلماذا لا ترى القيادة في سلطنة عمان مثل هذا التهديد المزيف والكاذب والعاري عن الصحة؟، الجواب واضح، وهو امتلاك هذه القيادة لقرارها السياسي، واتخاذ هذه القرارات باستقلالية، لا ترى في آفاقها الا مصلحة شعبها ومصلحة شعوب الدول الجارة لها.

من المؤشرات القوية على استثنائية العلاقة التي تربط ايران وسلطنة عمان، هي ما ذكره وزير النفط الايراني جواد اوجي، حول الطريقة التي سيطور بها البلدان حقل “هنكام” النفطي المشترك، حيث تم تشكيل لجنة مشتركة مهمتها الاستثمار الموحد، وهذا الاسثثمار لاسابقة له، فهو خلافا للاستثمار التنافسي، لايؤدي الى الحاق الضرر بمخزن الحقل المشترك ويتم استخراج النفط منه بشكل يصون الحقل ويستثمره البلدان بشكل افضل.

كما وافقت ايران على إحياء أحد أكبر مشاريع تصدير الغاز الإقليمية الى سلطنة عمان بعد توقف دام نحو عقدين، خلال زيارة الوزير أوجي الى سلطنة عمان مؤخرا، حيث تتطلع مسقط للاستفادة من الغاز الإيراني في تغذية صناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، ومصانع تصدير الغاز الطبيعي المسال.

ان ايران تعمل على تعزيز دبلوماسية الحوار بهدف تحقيق التكامل الإقليمي مع دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي، وهي دبلوماسية تحتاج لانجاحها على الطرف الاخر، فاذا كانت العلاقات بين إيران وسلطنة عمان ممتازة في مختلف المجالات، لانها قائمة على مبادئ حسن الجوار والقواسم المشتركة التاريخية والثقافية، فإن مثل هذه المبادىء متوفرة ايضا لدى ايران وباقي الدول العربية، ولكن الذي يعيق تطوير هذه العلاقات لتصل الى مستوى العلاقات بين ايران وسلطنة عمان، هو وجود العامل الامريكي والاسرائيلي، بالاضافة الى عدم وجود “السرّ” الذي يضمن نجاح كل علاقة بين الدول .. وهو القرار السياسي المستقل.

بدون دیدگاه

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *