الأهواز – ادب / إن استخدام أسلوب التسلط، وإصدار الأوامر والنواهي الباعث على اللجاجة والعناد، هو من الأساليب غير النافعة والضارة في التربية الدينية والأخلاقية. فالوالدان هنا، بدلًا من أن يتعاملا بحميمية وصداقة مع أبنائهما، يُكرهانهم ويُجبرانهم. وفي الأسر التي يستخدم فيها الوالدان هذا الأسلوب الاستبدادي، يكون ارتباط الوالدين وعلاقتهما اليومية بأبنائهما قائمة على التسلط والقسوة، وعلى الأبناء أن يفعلوا فقط ما يقال لهم. وفي حال رفضوا يحتمل أن تكون ردة الفعل الأولى هي التأديب الجسدي. وأما الاهتمام بآراء الأبناء ومحاورتهم بخصوص المسائل العائلية، يُعد أمرًا نادرًا، بل مستحيلًا، بل أكثر ما يتخذ كلام الوالدين وخطابهما مع أبنائهما شكل الأوامر، ويكون مصاحبًا للنقد والتأديب، حتى أثناء ترغيبهم وتشجيعهم؛ لأجل الإقدام على السلوك المناسب.
يشير أسلوب الهداية في القرآن المجيد إلى ضرورة اجتناب الإكراه والإجبار؛ إذ يدل القرآن على الطريق المستقيم، ويجعل انتخاب الطريق على عاتق الفرد نفسه، فهو لا يطيق الإكراه في قبول هذه الدعوة.
– يقول العلامة الطباطبائي في تفسيره لقوله تعالى: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْد﴾(١)، نفي الدين الإجباري؛ لما أن الدين؛ وهو سلسلة من المعارف العلمية التي تتبعها أخرى عملية يجمعها أنها اعتقادات، والاعتقاد والإيمان من الأمور القلبية التي لا يحكم فيها الإكراه والإجبار؛ فإن الإكراه إنما يؤثر في الأعمال الظاهرية والأفعال والحركات البدنية المادية، وأما الاعتقاد القلبي فله علل وأسباب أخرى قلبية من سنخ الاعتقاد والإدراك، ومن المحال أن ينتج الجهل علمًا، أو تولد المقدمات غير العلمية تصديقًا علميًا(٢).(٣)
١. سورة البقرة ٢٥٦
٢. تفسير الميزان ٣٤٢:٢
٣. التربية الأسرية ١٢١
بدون دیدگاه