الأهواز – مقال / رحلت أيها القائد الشهيد مخضبا بدمك القاني، اربا اربا، لكنك لم تغب عما يدور منذ رحيلك هنا، فهاهم الصهاينة يشعرون اكثر من أي وقت مضى بقبضتك التي تشد على خناقهم، والداعم الاميركي رحل مسرعا تاركا عتاده، ولايمكنه استنقاذهم بسبب نضالك انت ورجالك الأشداء بعدما زلزلت الأرض تحت اقدامهم.
انظر أيها القائد الحي فينا الى فلسطين التي حملت همها في صدرك، وقطعت الجبال والوديان حاملا دمك على كفيك لتجييش الطاقات دفاعا عنها، فقد أصبحت بركانا ثائرا لم يعد الصهاينة يستطيعون الوقوف فوق حممها.
بفضل الله تعالى يد الفلسطينيين اليوم لا تحمل الحجر والسكين فقط، انظر اليهم ايها القائد الشهيد كيف يهزون عصا الصواريخ والطائرات المسيرة فوق رأس الاحتلال ويحسب الاحتلال لشجاعتهم الف حساب ولا يدري أيقتحم جنين ام يتراجع خوفا من يد الفلسطينيين الطائلة، فيقرر التراجع خائفا من انتقامهم، الصهاينة مغتاظون من كل هذا لأن قلعتهم التي توهموا بانها حصينة نخرت حصونها.
أتدري ايها المجاهد الشهيد بأن كبار قادتهم مرتعبون من عنوان صحيفة كتبت بان قوى محور المقاومة والممانعة الذي كنت تقوده تتظافر وتتعاضد فيما بينها لانهاء احتلال فلسطين؟ ويناشد هؤلاء الصهاينة السيد الاميركي بالتصدي لقوى محور المقاومة والممانعة لانهم باتوا يدركون بأن قوة حركات المقاومة والممانعة التي كنت ترعاها، قد تعاظمت وكل واحدة منها كفيلة بتركيع دولة لها اساطيل جوية عريضة من طائرات اف 15 .
قهرت الغزاة والمحتلين بجهادك وقهرتهم ايضا باستشهادك فأرضنا من بعدك زلزال وجبالنا براكين وسماؤنا صواريخ وطائرات مسيرة تضرب عمق كل معتد أثيم وتقض مضجعه، ولم تعد مسرحيات استعراض القوة، وامتداد التطبيع، تنفع لأن الأعمى لايستطيع ان يقود أعمى.
بجهادك وجهاد رفاق دربك، يعلم الصهاينة اليوم بأن الأرض التي يقفون عليها يمكن ان تحرث بالصواريخ في أية مواجهة وهم يدفنون تحت ترابها، لقد رفعت ايها القائد الشهيد قبضتهم من فوق رؤوسنا وأصبحوا هم تحت رحمة أسلحة المقاومين، ان شعار من “النيل الى الفرات” قد تبخّر وحلت محله “الاستغاثة بالأسياد”.
لقد سمع الصهاينة التأكيدات بأن كيانهم سوف لن يحتفل بعامه الـ 80 لكن هؤلاء الذين كانوا قبل أعوام يصرحون باستمرار بانهم سوف يقصفون ويضربون أي مكان يحلو لهم، يلتزمون الصمت اليوم وينتظرون مصيرا محتوما، كان هؤلاء والمهرولون معهم يحلمون بخنق الفلسطينيين لكن اليوم يقف قادة الفلسطينيين في صنعاء امام الملايين الهادرة ليتوعدوا الاحتلال، وهم يعلمون بأن زمن وحدتهم وغربتهم والطعن في ظهورهم وكسر عظامهم أمام أعين الكاميرات قد ولّى الى غير رجعة وجاء موعد الثأر والانتقام.
أيها القائد الشهيد، اعتقد جازما انك قد طبعت هذه الحقبة التاريخية باسم نضالك، وان اجيالنا سوف لاتنسى ابتسامتك وتستذكرها عندما يقيمون الصلاة في المسجد الاقصى الشريف باذن الله تعالى.
بدون دیدگاه