الأهواز – مقال / اختار البرلمان الباكستاني شهباز شريف (شقيق رئيس الوزراء الاسبق نواز شريف) لرئاسة الحكومة بعد تنحي عمران خان ما يكشف عمق المؤامرة الاميركية وتواطؤ حلفاء اميركا في التدخل في شؤون باكستان الداخلية.

 وكما قال عمران خان فان هذا الانتخاب يظهر انقياد الاحزاب الباكستانية للخارج ويكشف عمق التدخل الاميركي والسعودي. ان الزيارة التي قام بها عمران خان الى موسكو لم ترق للاميركيين كما ان عدم تماشي باكستان مع السعودية في العدوان على اليمن اثار حقد آل سعود وما حصل في باكستان يمكن اعتباره بكل وضوح مؤامرة خارجية قادتها أميركا والسعودية، ولذلك حذر عمران خان بأنه سوف لن يعترف بشرعية رئيس الوزراء الجديد.

وقد طالب عمران خان بانتخابات مبكرة وعلى وجه السرعة، ومن المتوقع ان يسعى شهباز شريف (رئيس حزب مسلم ليك) الى تحسين العلاقات مع الهند واميركا والصين وتمتين العلاقة مع الجيش الباكستاني ايضا لكن يجب عليه ان يراعي المصالح فيما يتعلق بادارة الشؤون الداخلية للبلاد، وبغض النظر عن التحالف الاستراتيجي بين حزب مسلم ليك وحزب الشعب والذي أدى الى الاطاحة بعمران خان فان هذين الحزبين يعتبران منافسين لدودين في النزاعات السياسية في باكستان وهذا يجعل احتمال فشل الحكومة الائتلافية واردا وسيؤدي الى انتخابات مبكرة.

تبعية الجيش لبريطانيا واميركا

من الواضح ان جهاز “آي اس آي” في الجيش الباكستاني هو من المؤسسات المؤثرة في القرار السياسي الباكستاني وهو يخضع للنفوذ البريطاني ومن ثم الامیرکی ، صحيح بان عمران خان كان ينسق مع الجيش في علاقاته مع الصين وروسيا لكن الحكم والجيش في باكستان يلعبان لعبة معقدة في المنطقة واصبح عمران خان ضحية سعي الجيش لانتزاع الامتيازات من اميركا حيث شعر الجيش الباكستاني ان هذه الظروف تتطلب وقوفه الى جانب أميركا واصبح عمران خان ضحية بعض مطامع الجيش.

ان الجيش الباكستاني كان يعتبر عمران خان الشخص المناسب ابان المفاوضات الاميركية مع طالبان في قطر لكن الان وبعد التطورات الحاصلة في افغانستان وقيام طالبان باكستان بتهديد الحكومة وضرورة استمالة الدعم الاميركي اعلن الجيش الباكستاني انه قرر محاربة الارهاب ، وفي الحقيقة يقوم الجيش بلعبة مزودوجة في المنطقة وهو التماشي مع السياسات الاميركية في المنطقة وافغانستان.

انقياد الاحزاب الباكستانية للخارج

ينحدر شهباز شريف من ولاية بنجاب وقاد حراك الاحزاب الباكستانية للاطاحة بنواز شريف وله علاقات ودية مع الصين لكنه من رواد تقوية العلاقات مع اميركا كما يرتبط بعلاقات وثيقة مع الجيش الذي يهيمن على السياسة الخارجية والعسكرية للبلاد. ويعتقد بعض الخبراء بأن الاحزاب الباكستانية ربما تبادر الى وضع خلافاتها جانبا لبعض الوقت لثني المؤيدين لعمران خان عن اجراء انتخابات مبكرة لكن هذا الامر سيؤدي الى تردي الاوضاع الاقتصادية لأن الاوضاع الحالية تتجه نحو مزيد من التدهور وسيدفع الشعب الباكستاني ثمن انقياد احزابه للخارج الغربي والسعودي الذي ربما انتقم من عمران خان بسبب موقفه من العدوان على اليمن.

بدون دیدگاه

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *