الأهواز – مقال / تعود السفينتان التابعتان للقوات البحرية للجيش الايراني “مكران” و”دنا” الى الموانئ الايرانية خلال ايام (السفينتان دخلتا المياه الايرانية اليوم الاربعاء) بعد رحلة حول الكرة الارضية بدأت قبل 8 أشهر ولهذه الرحلة دلالات هامة واستراتيجية.
واثناء رحلتها حول الأرض شاركت هذه الدورية البحرية عن بعد في مناورات ذوالفقار التي اجراها الجيش الايراني عبر عمليات طيران المروحيات والطائرات المسيرة واطلاق النيران وعمليات استخبارية والقيام بعمليات تحت سطح البحر.
وتشكلت هذه الدورية البحرية من سفينة الاسناد “مكران” ومدمرة “دنا” وقامت باول رحلة حول الارض للقوات البحرية الايرانية حيث اجتازت المحيط الهادئ وقطعت اكثر من 63 الف كيلومتر.
ولمهمة هذه الدورية البحرية أهمية متعددة الجوانب تظهر سبب اطلاق اسم “القوات البحرية الاستراتيجية” على القوات البحرية للجيش الايراني، من قبل سماحة قائد الثورة الاسلامية، والذي كلف هذه القوات بمسؤوليات هامة ومحورية أدت الى رفع مستوى أهمية البلاد على الساحة الدولية. اولا ، ان الدورية البحرية 86 ضمت سفينة الاسناد “مكران” وهي اكبر سفينة للبحرية الايرانية وكذلك المدمرة “دنا” ، والسفينتان هما ايرانيتا الصنع بالكامل وان الابحار 63 الف كيلومتر بأدوات ايرانية الصنع وبشكل مستقل ودون الحاجة الى دعم ساحلي، يعد فخرا للصناعة والكفاءات الوطنية ولا نظير له.
ثانيا، لقد فارقت الكوادر المشاركة في هذه المهمة أسرها وعوائلها منذ اكثر من 8 أشهر في بندر عباس والان يعود هؤلاء الى اسرهم وذويهم وكانت تلبية حاجات هذه العوائل خلال هذه الفترة الزمنية تحظى باهمية فائقة من اجل نجاح مهمة هذه الدورية البحرية وقد قامت القوات البحرية باداء هذه المهمة بشكل كامل ومن كافة النواحي.
ثالثا ، الطب الحربي والبحري له خصائص معقدة وان الذهاب الى مهمة ابحار تستمر 8 أشهر يتطلب معدات خاصة وان القوات البحرية للجيش الايراني اهتمت بكافة التفاصيل وانشأت اول مستشفى بحري مع بنك للدم والاطباء والادوية ومختبر طبي كامل ، كما تم اختيار الكوادر حسب فصائل الدم المختلفة لكي يكونوا على استعداد للتبرع بالدم عند حدوث طارئ.
رابعا، لقد قطعت هذه الدورية البحرية سواحل وقارات مختلفة، فرست في جاكرتا وسواحل القارة الاميركية والبرازيل وكيب تاون لنقل رسالة السلام والصداقة من الشعب الايراني الى الاصدقاء ، ورسالة اقتدار وجهوزية هذا الشعب امام الاعداء.
خامسا، ان اجتياز المحيطات وامواجها الهائلة يحتاج الى معدات وتمهيدات خاصة وقد اكد قائد بحرية الجيش الايراني الادميرال شهرام ايراني ان هاتين السفينيتين زودتا ببمرجيات ومعدات مكنتهما من جمع معلومات الأنواء الجوية ساعدتهما في اجتياز العواصف الكبيرة بنجاح.
سادسا، تم اخذ الاحتياطات اللازمة وتزويد السفينتين بمعدات واجهزة خاصة بتصليح الاعطاب، وخلال هذه الرحلة تم تصليح بعض الاقسام والاجزاء في السفينتين بواسطة خبراء كانوا على متنهما ، وقد زودت السفينتان ببعض قطع الغيار الخاصة والضرورية ايضا خلال الرحلة.
سابعا ، لقد استطاعت المدمرة دنا التغلب على درجة انحراف في المسار زادت عن 46 درجة اثناء الاعاصير الكبيرة في المحيط الهادئ ، وهذا قد تم بفعل الخبرات والمعرفة الوطنية ، في وقت غرقت سفن للعديد من الدول اثناء اول تواجد لها في المحيط الهادئ.
ثامنا، لقد فرض الاميركيون حظرا على الدورية البحرية 86 فور تركها للموانئ الايرانية عند بداية الرحلة ، لكن هذه الدورية قطعت مسافة 63 الف كيلومتر وسمح العديد من الدول لها بالرسو في موانئها وحتى قامت بتمارين عسكرية مشتركة معها ، ولهذا معان كبيرة ومنها رسالة اقتدار الشعب الايراني ورسالة تحطيم الحظر الاميركي.
تاسعا ، نجاح هذه المهمة البحرية الكبيرة سيسجله التاريخ للقوات المسلحة الايرانية وقد نقل عدد من الصحفيين الى هذين السفينتين في الايام الاخيرة من الرحلة لتسجيل وقائع هذا الحدث الهام والتاريخي، وسيتكرر هذا مستقبلا ايضا.
وستسمع البحار والمحيطات كثيرا خلال السنوات المقبلة أسماء السفن والقطع البحرية الايرانية.
بدون دیدگاه