الأهواز – مقال / يصادف الخامس عشر من أيار/مايو، الذكرى الـ 75 لنكبة الشعب الفلسطيني، والتي كان ضحيتها تهجير نحو 950 ألف فلسطيني من مدنهم وبلداتهم الأصلية، من أصل مليون و400 ألف فلسطيني كانوا يعيشون بـ 1300 قرية ومدينة في فلسطين.

شكلت النكبة، التي وقعت ، تحت نظر ودعم الغرب، أكبر عملية تطهير عرقي شهدها القرن العشرين، وهي نكبة مازالت مستمرة حتى اليوم، فالتطهير العرقي والتهجير القسري للفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، يجري ايضا على قدم وساق، تحت نظر ودعم الغرب ايضا.

العصابات الصهيونية، وبعد ان سيطرت، وبدعم من المستعمر البريطاني، على 78% من مساحة فلسطين التاريخية، اعلنت قيام دولتها في مثل هذا اليوم قبل 75 عاما، تنفيذا لوعد بلفور المزعوم عام 1917 ، والدور الذي قام فيه الغرب وفي مقدمته بريطانيا وامريكا وفرنسا، في استصدار قرار التقسيم في الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947.

قبل اليوم كان هناك من يشكك، في حقيقة دور الغرب في نكبة الشعب الفلسطيني، وفي ان العصابات الصهيونية ارتكبت أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين في عام النكبة، وان هذه العصابات سيطرت خلال النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، وتم تدمير 531 منها بالكامل، وطمس معالمها الحضارية والتاريخية، وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه، وقتلت اكثر من 15 الف فلسطيني.

هذا البعض، المخدوع بالدعاية الغربية عن الديمقراطية وحقوق الانسان، يبدو انه تحرر بالكامل من شكوكه السابقة، بعد ان راي بأم عينه وفي القرن الحادي والعشرين وفي عصر العولمة والانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، كيف يصفق “الغرب الديمقراطي المتحضر”! ، لجرائم ابناء العصابات الصهيونية، وهم يبيدون عوائل كاملة ، من نساء واطفال وهم نيام، بذريعة التصدي لقادة المقاومة في الجهاد الاسلامي كما حصل قبل ايام في غزة. واللافت ان الغرب لم يصفق فقط لقتل الفلسطينيين، بل انبرى للدفاع عن هذه الجرائم الوحشية وتبريرها، رغم ان صور جثث الاطفال الممزقة، انتشرت كالنار في الهشيم في شبكات التواصل الاجتماعي.

عندما يُكذّب الغرب وقوع مثل هذه الجرائم، بل يعمل وبكل ما يملك من دعاية، تحميل الفلسطينيين مسؤولية جرائم الصهاينة، بطريقة في غاية الخسة والنذالة، بينما نحن نعيش في قرية صغيرة اليوم، ترى كيف تعامل هذا الغرب مع مجازر النكبة التي تمر اليوم ذكرها الـ75 ، يوم لم تكن هناك فضائيات ولا انترنت ولا جوال ولا شبكات تواصل اجتماعي، من المؤكد انه تعامل بطريقة اسوء بكثير من تعامله مع مجازر العصابات الصهيونية اليوم، ومن المؤكد ايضا انه لولا هذا الغرب الحاقد والمتجبر والاستعلائي، لما وقعت النكبة الاولى ولما وقعت النكبات التالية، بل لما كان هناك كيان ارهابي متوحش اسمه الكيان الاسرائيلي على وجه البسيطة.

بدون دیدگاه

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *