الأهواز – مقال / عندما بدأت أولى شرارات الانهيار الاقتصادي في لبنان، سارع أدوات أميركا من اللبنانيين الى اتهام حزب الله بكل ما يحدث على الساحة المالية زاعمين أنّ المقاومة جنت على اللبنانيين بوقوفها في وجه السياسات الأميركية الجائرة.
اليوم وبعد سنوات من هذه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة ــ وبعد سيل من الشواهد التي أكّدت أن ما حدث لم يكن سوى حصار وحرب أميركية مُحكمة على اللبنانيين بلا ذنب ــ بدأت بوادر الانهيار الاقتصادي تلوح في أفق الولايات المتحدة الأميركية ما يدحض كل الشائعات والأكاذيب حتى باتت واشنطن نفسها بحاجة الى من ينقذها.
وفي هذا السياق، يشتد الجدل في المجتمع الأميركي بين صانعي السياسات حول موضوع رفع سقف الدين الأميركي أو تعليقه، وما يترتب على ذلك من تداعيات لا شك أنها سوف تنعكس على الاقتصاد الأميركي الذي بدأ بالانهيار. واذا وصلت الولايات المتحدة إلى سقف ديونها ولم يرفعها الكونغرس فسيتعين على وزارة الخزانة اتخاذ “تدابير استثنائية” لتجنب كارثة مالية لن تبقى داخل الحدود الأميركية، وستبدأ وزارة الخزانة في نقل الأموال لتغطية النقص في التدفق النقدي، وعندها ستواجه الحكومة الفدرالية صعوبة في سداد التزاماتها.
وبهذا الخصوص، حذّرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين من أنّ الفشل في رفع سقف الديون سيؤدي إلى “انكماش اقتصادي حاد” في الولايات المتحدة، وكررت تحذيرها من أنّ وزارة الخزانة قد تنفد من إجراءات سداد التزامات ديونها بحلول حزيران/يونيو.
وفي حديث تلفزيوني، أضافت أنّ “توقعاتنا الحالية هي أنه في أوائل حزيران سيأتي اليوم الذي لا نستطيع فيه دفع فواتيرنا ما لم يرفع الكونغرس سقف الديون”، معتبرةً أنّ الكونغرس بحاجة لاتخاذ إجراءات لتجنب “كارثة اقتصادية”.
ولفتت يلين إلى أنّ الولايات المتحدة تستخدم بالفعل “إجراءات استثنائية” لتجنب التخلف عن السداد، وهذا ليس شيئًا يمكن لوزارة الخزانة الاستمرار في القيام به.
وأشارت إلى أن “المشرعين يحاولون إيجاد طريق للمضي قدمًا لرفع أو تعليق سقف الديون ما سيمكّن الولايات المتحدة من دفع فواتيرها في الوقت المحدد، لكنهم الآن في طريق مسدود ما يزيد من احتمالية التخلف عن السداد”.
ودعت يلين إلى اتخاذ إجراءات حاسمة وبسرعة.
بدون دیدگاه