الأهواز – طهران / اكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني محمد باقر قاليباف بان الثورة الاسلامية في ايران سائرة في طريق القرآن الكريم وتصر على تعاليمه، مشددا على ان مسؤولية الامة الاسلامية اليوم هي نبذ الخلافات وترسيخ الوحدة لمواجهة مخططات الكيان الصهيوني الرامية الى زرع الخلافات في صفوف الامة.
وقدم قاليباف في افتتاح الدورة الـ 39 للمسابقات الدولية للقرآن الكريم بطهران، تهانيه بعيد البعثة النبوية الشريفة وقال: “لا شك أن البعثة هي بداية التحول للانسانية والحياة الفردية والاجتماعية للبشرية ، وقد وضع الله هداية الجميع على هذا الطريق.
وأضاف: نحن الذين يجب أن نكون قادرين في ظل البعثة النبوية على الدعوة إلى التوحيد في رسالة نبي الإسلام الكريم (ص) بحيث تحكم حياتنا، وبدون أدنى شك يجب على كل منا أن يفهم المعنى الدقيق للتوحيد وعلينا رفض الطغاة والمتغطرسين والجبابرة والمستكبرين وكل قوى الشر والاستبداد وان نتحرك في هذا المسار في كل شؤوننا الفردية والجماعية، كما كسر نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) كل الاحتكارات وجعل كل مستحيل ممكناً.
وتابع قاليباف: في الواقع كسر المجتمع النبوي اقفال الكثير من هذه الاحتكارات وقضى على سلطة الطواغيت المتمثلة بالاستبداد والجهل وعبادة الأصنام والاحتكار الاقتصادي والأرستقراطية وإهمال المحرومين والمظلومين وإهمال نساء المجتمع.
وأضاف: في الحقيقة كل من يستطيع إزالة هذا القيد عن نفسه فبامكانه ان لا يفكر إلا بالله. إن أفضل طريقة للخلود والنجاح والحياة وحسن العاقبة هي الاعتماد على القرآن. ولقد أُرسِل نبي الإسلام العظيم (ص) لينقل الرسالة الإلهية للبشرية من خلال إعجاز القرآن ، وهذه هي الرسالة التي أعطاها الله تبارك وتعالى لجميع عباده ، ولا سيما نحن المسلمين وأتباع مدرسة القرآن ومحبي أهل البيت عليهم السلام.
*اهمية الملتقيات القرآنية
وأكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي: أن واجبنا جميعًا اليوم ، بالإضافة إلى حفظ القرآن وتلاوته وقراءته ، وهو قيمة عظيمة وجديرة بالثناء ، أن نكون قادرين على تطبيق رسائل القرآن السماوية ، ويجب أن تكون هذه الملتقيات القرآنية قادرة على إيصال رسالة السلام والصداقة والمودة الى العالمين ويجب أن تعكس للعالم الحرية والاستقلال والنمو والتميز والوحدة والتلاحم ونصرة المظلوم ومقارعة الظالم ، وعلينا أن نسعى لتطوير مثل هذه الثقافة في مجتمع المسلمين وأحرار العالم.
وخلد ذكرى الإمام الراحل (رضوان الله عليه) والشهداء وقال: يجب أن نحيي ذكرى الإمام الراحل الذي لم ينطق بكلمة إلا لله ولم يتخذ خطوة إلا في سبيل الله، والشهداء الابرار الذين سعوا في نفس هذا المسار المستند إلى الثقافة القرآنية والسنن الإلهية ، وسعوا عبر الاعتماد على ثقافة أهل البيت (عليهم السلام)، الى إحياء ثقافة القرآن وعزة الإسلام والمسلمين من جديد، ونحن اليوم مدينون للشهداء وامام الشهداء الذين اسسوا للثورة الاسلامية بمنطق البعثة والقرآن وتقدموا الى الامام بناء على السنن الالهية وأثبتوا أن الدين للحياة وأن الدين ليس مسألة فردية وشخصية بل هو أمر شامل، حيث بنى الامام الراحل هذا الاسلام السياسي المحمدي الاصيل ومن هنا بدا العداء للثورة الاسلامية.
*الجمهورية الاسلامية مبنية على اساس الاستقلال والحرية ومحاربة الظلم
وتابع قاليباف: منذ بداية البعثة ، رأينا كيف تجمعت الاحزاب والفئات واصطفت الجاهلية معا في جبهة موحدة ضد الإسلام، واليوم ، تقوم الجمهورية الاسلامية على اساس الحكم من اجل الاستقلال والحرية ومحاربة الظلم، ومن الطبيعي أن يقف الظالمون دائمًا ضد الثورة الإسلامية ولا يريدون لنا الاستقلال والحرية.
وأضاف: علينا أيضًا بالاعتماد على السنن الالهية والنظر الى الطابع الشعبي للثورة والذي من دونه لامعنى ولا مفهوم للثورة، ان نسعى الى إنتاج القدرة والثروة والمعرفة والكرامة، وان نتمكن من التقدم على هذا الطريق الذي هو طريق الأمام والشهداء ومدرسة القرآن واهل البيت (عليهم السلام)، وهو الطريق الذي حدده لنا قائد الثورة الاسلامية وان ننصر المستضعفين ونهتم بالمحرومين وان نغتنم هذه الفرصة.
*حركة الثورة الاسلامية في مسار القرآن
وشدد رئيس مجلس الشورى الإسلامي بأن الثورة الإسلامية سارت حتى اليوم في طريق القرآن وأصرّت على هذه المعتقدات القرآنية ، قائلاً: ان الثورة الاسلامية دفعت بالطبع اثمانا باهظة بكل فخر في هذا الطريق، لكننا على يقين من أن النصرة الالهية تشمل أولئك الذين يسيرون على الطريق الإلهي ويتقدمون إلى الأمام.
واضاف: بلا شك نالت الأمم العزة والمنزلة والرخاء والاستقرار بفهم القرآن والعمل به، ويمكنهم التقدم عبر إنتاج العلم والمعرفة، ولكن الأهم من ذلك هو ان نعمل في ظل القرآن والمدرسة الإلهية على نشر الوحدة والتعاطف في المجتمع الاسلامي وان نجعل هذا الامر مبدأً. اليوم ، تعد وحدة المسلمين وتعاطفهم أكثر أهمية من أي ميزة أخرى.
*مسؤولية الأمة الإسلامية نبذ الخلافات وترسيخ الوحدة
وتابع قاليباف: “نشهد اليوم بين الدول الاسلامية وفي منطقة غرب آسيا كيف يسعى الكيان الصهيوني القاتل للاطفال لضرب وحدة المسلمين واثارة الخلافات في صفوف الأمة الإسلامية كما أنه يسعى لتقليل تكلفة بناء العلاقة معه وان يكتسب القوة والعزة من خلال كسر وحدة المسلمين”.
وأشار إلى الآية الكريمة «وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ریحُکُم» وأضاف: لذلك من واجبنا جميعاً أن نبتعد عن أي خلاف ونعلم أن مجد وعظمة الأمة الإسلامية ستضيع في الصراع، وهذا درس يجب أن نتعلمه اليوم ، حيث ينبغي علينا في يوم البعثة ايلاء الاهتمام بهذا الامر كاهم موضوع واكثره اساسيا في العالم الإسلامي اليوم.
وقال قاليباف: لا شك أننا يجب أن نعلم أنه عندما نتخذ خطوات مبنية على التهذيب والتعليم والحكمة ، وكذلك على القيم المعنوية والعقلانية والعدالة ، فلا ينبغي أن نتردد في ذلك.
بدون دیدگاه