الاهواز – سیاسة / لم يكن الشهيد قاسم سليماني قائدا ميدانيا فحسب بل كان يتمتع بعقلية استراتيجية استطاع من خلالها تغيير مسار الاحداث التي عصفت بالمنطقة وكادت ان تغير الخارطة السياسية لصالح الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.

ما حدث من ويلات وكوارث وحروب طاحنة حل بالشعوب الاسلامية والعربية ابتداء من لبنان والعراق و سوريا و اليمن  حتى افغانستان نتاج وجود اجندة صهيو امريكية لجعل المنطقة ساحة حروب اثنية دامية تحول دون بلوغ الشعوب مرحلة التنمية المستديمة.

الازمة السورية التي تجاوزت العشرة اعوام والازمات الامنية المتتالية في العراق والازمة الاقتصادية في لبنان والعدوان السعودي ضد الشعب اليمني لم يكن محض صدفة بل خطة رسمها اللوبي الصهيوني وبمشاركة امريكية وغربية لجعل الكيان الاسرائيلي القوة الضاربة الوحيدة تستطيع التحكم بمصائر الشعوب.

احتلال العراق وتواجد اكثر من 160 الف عنصر ارهابي تحت مسميات عديدة من داعش وجبهة النصرة وفيلق الرحمن ولواء التوحيد وجيش الاسلام حتى الجيش الحر في سوريا جاء نتيجة تكريس استراتيجية الشرق الاوسط الجديد الذي طرحها الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش الاب للسيطرة على الموارد الطبيعية في المنطقة.

تقسيم العراق وسوريا الى دويلات عرقية متناحرة على غرار ما حدث في يوغوسلافيا واضعاف دور ايران المحوري في تشكيل جبهة موحدة لمواجهة الكيان الصهيوني ضمن المخطط الاميركي للسيطرة على المنطقة بسهولة ودون دخول الجيش الاميركي بشكل مباشر في معارك  اقليمية.

ولكن الشهيد قاسم سليماني كان قد تنباء بوجود المخطط الشرير الاميركي و استخدم عبقريته السياسية والعسكرية والميدانية معا لافشال المخطط وحضر الساحة في سوريا والعراق وتصدى لكل المجاميع الارهابية الممولة من اميركا ومن دول اقليمية.

في سوريا وهي التي كانت في عين العاصفة الهوجاء تمكن القائد الشجاع قاسم سليماني ان يضع استراتيجية ميدانية استطاع ان يحرر جل الاراضي السورية التي كانت خاضعة منذ عام 2011 حتى عام 2018 الى العناصر الارهابية .

الشهيد سليماني الذي لم يكن يوما من الايام قائدا يجلس في غرفة فارهة ويصدر تعليمات الى باقي القادة العسكريين عن بعد ذهب الى سوريا رغم فداحة الاخطار المحدقة بالبلد حيث خاض معركة ضارية وشرسة ضد الارهابيين وابلى بلاء حسناوتمكن من ضرب المجاميع الارهابية بيد من حديد.

في سوريا قائد فيلق القدس بتجربته الميدانية والعسكرية التي اكتسبها طيلة الحرب الصدامية ضد ايران  ان يشكل عشرات الالوية من المتطوعين من بلدان طوق محور المقاومة وقام باعطاء توجيهات عسكرية وميدانية تكللت باخراج سوريا من الازمة الكونية ونجح في عرقلة الخطط الاميركية الرامية الى تقسيم سوريا.

وفي العراق البلد المجاور لايران حرر الشهيد قاسم سليماني المدن الغربية والشمالية بعد ما كانت مسرحا للعناصر الارهابية التي انتقلت بواسطة القوات الاميركية من سوريا الى العراق في وضح النهار.

ومن عبقرية الشهيد سليماني انه قبل المدن الشيعية قام بتحرير المدن التي يقطنها سكان من الاخوة السنة والايزديين للايحاء بان ايران لا تنظر الى العراق من منظور طائفي وعرقي و لا تحبذ ولا ترجح طائفة على طائفة اخرى.

تاسيس الحشد الشعبي والنجباء  وعصائب اهل الحق كان من وحي تفكير الشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهنس اللذان كانا ظلا لبعظهما البعض طيلة عقود من الزمن حيث ارتقيا الى العلامعا ليكونا نبراسا وقدوة لكل المناضلين على مر الدهور.

فتحليل شخصية القائدالشهيد قاسم سليماني بحاجة الى دراسة تفصيلية ولكن في مجمل الاحوال كان الرجل يتمتع بنظرة استراتيجية وبعيدة الغور ولهذا السبب اعداء الامة الاسلامية خططوا لاغتيال الشهيد سليماني قائد فيلق القدس وصديقه الشهيد ابو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي وهذه العملية الاجرامية سيكون لها تداعيات خطيرة على القوات الاميركية التواجدة في سوريا والعراق.

الكاتب و المحلل السياسي د.حسن هاني زاده

بدون دیدگاه

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *