الأهواز – 9 من دي / شهد عام 2009 اجراء انتخابات رئاسية في ايران اندلعت على اثرها احداث شغب كبيرة دامت لفترة طويلة نسبيا تخللتها اعمال عنف استغلها اعداء ايران الاجانب لتوجيه ضربة كبيرة لايران والثورة الاسلامية وظن هؤلاء بأن الفرصة سانحة للانتقام من الشعب الايراني وان هناك شرخ حدث في داخل المجتمع الايراني يمكن النفوذ من خلاله.
وقبل ايام من تلك الملحمة كان الشعب الايراني يقيم مراسم عزاء شهر محرم الحرام وذكرى استشهاد الامام الحسين (ع) واصحابه الاوفياء في واقعة الطف في كربلاء ، لكن مثيري الشغب اعتدوا على بعض مجالس العزاء والمساجد وانتهكوا الحرمات وهذا ما ندد به سماحة قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في خطاب له داعيا الجماهير المؤمنة الى وقفة شامخة للرد على منتهكي المقدسات.
وفي تاريخ، 30 كانون الأول/دیسمبر من عام 2009، (تعرف هذه الملحمة بملحمة 9 دي في ايران ) وخرج الشعب الایرانی في مسیرات حاشدة جابت ارجاء البلاد تأییدا للموقف الحازم الذی اتخذه سماحة قائد الثورة الاسلامیة، وأدت الهبة الجماهيرية الواسعة في جميع أنحاء ايران في ذلك اليوم الى طي صفحة احداث الشغب التی تلت الانتخابات الرئاسیة في نفس العام والخارجین عن القانون الذین تسببوا في تلك الأحداث.
ملحمة الثلاثين من كانون الأول التي سطرها أبناء الشعب الإيراني عام 2009 في مواجهة “الفتنة” المدعومة أجنبيًّا شكلت صفعة لكل المخططات المعادية واثبتت بأن عامة الشعب في ايران ومن يسمون ربما بالاكثرية الصامتة ، والذين لبوا نداء قائد الثورة الاسلامية ونزلوا الى الشوارع والساحات ، هم اصحاب القرار في داخل ايران وهم على استعداد لجرف زبد البحر عندما تقتضي الحاجة .
صفحة جديدة من البصيرة والوعي وفضح العدو والانتصار للدين والثورة وصون الولاية والسير على نهج ولاية الفقيه، اضيفت الى السجل النضالي للشعب الإيراني المسلم في ذلك التاريخ ومنحت الثورة الاسلامية والنظام الاسلامي حصانة مؤكدة امام احداث مماثلة ربما ستحدث مستقبلا .
وقد رأينا كيف ان الشعب الايراني اعاد الكرّة مرة ثانية اثناء احداث الشغب التي حدثت مؤخرا في البلاد ونظم مظاهرات شعبية عارمة اثبتت لمن كلمة الفصل في ايران ومن هم اصحاب الكلمة الحاسمة.
تلك المناسبة الشعبية في عام 2009 كانت اهم ثمارها اعلان وفاء الشعب للحكومة وللثورة الاسلامية وقائدها ، وبعد ان حافظت جماهير الشعب الايراني على مقدرات الثورة وقيمها اصبحت الجمهورية الاسلامية اكثر حضورا وثباتا و شخصية في المحافل الدولية.
بدون دیدگاه